1

محبة المال، ونتائجه المدمرة

محبو المال لايقدرون أن يخدموا الرب 

لوقا 16 : 13
 لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ »
الخادم عليه ان يكون مكرساً وأميناً لسيد واحد. لأنه لن يستطيع إطلاقا ان يُوَفِق بين سيدين ” خيانة “. هكذا خان يهوذا وسلم الرب يسوع بثلاثين من الفضة
إن كان الخادم مكرسا وأمينا لسيدٍ واحد فهو حتما سيحبه من كل القلب وسيرفض كل سيد آخر يحاول التسلط عليه.
الخادم الأمين سيلازم سيده على الدوام وسيعمل من أجل إرضاءه مهما كانت النتائج.
لا يستطيع اي انسان ان يُمَلِك سيدين على حياته
هناك خداما أمناء للمال. يعطون كل الوقت لهذا السيد ” المال “، ويبذلون كل الجهد من اجل جمع المال. هذا السيد لا يعطيهم الفرح الكامل بل يعطيهم أوجاعا وجوعا أشد للمال. كلما كثر الرصيد كلما ازداد الجوع والتصميم على المثابرة على جمع كم أكبر من المال. هذا السيد هو حريص بأن يكونوا اتباعه مكرسين له فقط وليس لسيد اخر. لذلك من يخدم المال لا يستطيع ان يخدم الله، لأنه مرتبكاً على الدوام بأعمال الحياة.
وهناك خداما أمناء لله، مكرسين بالكلية له، عاملين في حقله كعبيد بطالون. مكتفين بما عندهم وواثقين بأن الله سيسد احتياجاتهم بل يزيد. لهم سيد واحد وهو الله. والله حريص على ان يكونوا مكرسين له فقط. من احب الله سيلازم الله ويحتقر السيد الآخر المال. الله يعطي احبائه الأمناء الفرح الكامل والراحة والقوة والنجاح فيكونون كما قال الرسول بولس 2كورنثوس 6 : 10 ” كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ
يصعب ان يبتسم الملياردير البعيد عن المسيح
وكم تبدو وجوه المؤمنين الأمناء مبتسمة ومنتعشة لغناهم الحقيقي بحضور الله الواضح في حياتهم
2تيموثاوس 2 : 4

 

” لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ “

 

2

 

محبة المال ونتائجه المدمرة

 محبو المال، لايقدرون أن ينكروا ذواتهم

 
أعمال الرسل 4 : 32 – 37 وحتى 5 : 1 – 11
32 وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. 33 وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ، 34 إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، 35 وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ. 36 وَيُوسُفُ الَّذِي دُعِيَ مِنَ الرُّسُلِ بَرْنَابَا، الَّذِي يُتَرْجَمُ ابْنَ الْوَعْظِ، وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ الْجِنْسِ، 37 إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ
1 وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاعَ مُلْكًا 2 وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذلِكَ، وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3 فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَاحَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4 أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». 5 فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ. 6 فَنَهَضَ الأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجًا وَدَفَنُوهُ. 7 ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ، أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ، وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8 فأَجَابَهَا بُطْرُسُ: «قُولِي لِي: أَبِهذَا الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟» فَقَالَتْ: «نَعَمْ، بِهذَا الْمِقْدَارِ». 9 فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ، وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجًا». 10 فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ. فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً، فَحَمَلُوهَا خَارِجًا وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11 فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ
أمام عمل النعمة العظيم في اولاد الله الأمناء من حيث العطاء لسد احتياجات الأخوة، وتكريس اموالهم لامتداد الملكوت. يظهر إنكار الذات واضحا في حياة المؤمنين عندما نرى كيف انهم قدموا كل ما يملكون واضعين اياه بكل تواضع ” بكل خجل ” أمام أرجل الرسل في الكنيسة واثقين بأن الرسل خداما أمناء سيحسنون التصرف بالأمور المالية بكل أمانة.
أمام هذا المشهد الذي يمجد الله، هناك البعض مِمَن يفتخرون بما يقدموه، مقدمين اياه بدون تواضع وكأنهم يُمَنِنون الرب
:يظهر في الإصحاح الخامس رجل وزوجته حنانيا وسفيرة تتضح علامات محبة الذات من خلال قراءتنا لما فعلوه
فهم باعوا ملكاً لهم بسبب غيرتهم من المؤمنين الأمناء، وسرقوا من ثمنه ووضعوا جزءا منه أمام أرجل الرسل، هناك إتقان واضح في التمثيل فهم قدموا العطاء كما قدموه الآخرين بكل تواضع ووضعوه ” عند أرجل الرسل ”
كان هدفهم ان يظهروا ذواتهم بأنهم ليسوا اقل من باقي المؤمنين، وان يمجدوا انفسهم أمام الآخرين. ولكن بسبب محبتهم لذواتهم لم يدركوا ان الله هو فاحص القلوب وأمامه كل شيء مكشوف وعريان. فملأ الشيطان قلوبهم ليكذبوا على الروح القدس على شخص الله
حنانيا وسفيرة اتفقا في الخفاء ليكذبوا على الكنيسة، فكذبوا على الله، ” فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ»” ، ووبخهم الروح القدس من خلال بطرس الرسول قائلا : “«مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟”. وكان قضاء الله عادلا. فماتا الإثنين. الله غيور على كنيسته عروس المسيح وهو يريد ان تكون العروس عفيفة وطاهرة
أعزائي
الله ليس بحاجة اموالنا، لله المسكونة والساكنين فيها، له الفضة والذهب
إن قدمنا علينا ان نقدم بالمحبة، وبالتواضع، وبروح الشكر والمديونية منكرين ذواتنا. مختفين عن الأنظار

كولوسي 3 : 23و24  23 وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، 24 عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ

 

3

 

محبة المال ونتائجه المدمرة

 محبو المال لايملكون أشواقاً لتكريم الرب 

يوحنا 12 : 3 – 8
3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. 4 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: 5 «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» 6 قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. 7 فَقَالَ يَسُوعُ: «اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، 8 لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ»
“لفت انتباه يهوذا الإسخريوطي ما كانت تحمله مريم من طيب كثير الثمن ” مال كثير
مافعلته مريم كان نابعا من حبها الصادق لربنا يسوع المسيح فلم يكن المال في حياتها سيدا بل كان وسيلة به تعبر عن مكانة الرب في قلبها. فدهنت قدمي يسوع بذاك الطيب الذي لفت انتباه الخائن يهوذا الإسخريوطي. بل ومسحت قدميه بشعرها الذي هو مجدها
كان يهوذا الإسخريوطي أمام هذا الموقف منشغلا بكيفية تحويل الأنظار عن المسيح، فآخذ دور الممثل المبالي بالفقراء، وكان سريع الدهاء فحسب ثمن الطيب الذي سكب على قدمي خالق الأكوان. وكذئبٍ بزيِ خروف احتج على ما حدث اذ كان يبدو للوهلة الأولى مهتما بالفقراء اكثر من الرب الحنان يسوع، فكان يبالي بالفقراء ليس لأنه كان محباً لهم بل لأنه كان سارقاً! إذ كان هو مؤتمناً على صندوق المال
مدح الرب يسوع المسيح ماقامت به مريم، والرب يمدح اليوم كل مؤمن معطاء مكرس امواله لتكريم الرب وامتداد الملكوت
أما الذين يحبون الأموال فهم سيتحججون كل ما رأوا الرب يُكَرم بهذه الوسيلة
لم يختار يهوذا الإسخريوطي النصيب الصالح، بل اختارا كنزاً يفنى ويفسد
طوبى لمن أختار الرب نصيبا فأصبح كنزه في السماوات

4

محبة المال، ونتائجه المدمرة

 محبو المال لايقدرون أن يتلذذوا بالخير

 

تيموثاوس الأولى 6 : 9و10 9 وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ  وَالْهَلاَكِ. 10 لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنفسهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.
كل من أختاروا محبة المال والسعي إلى الغنى سيسقطون في بلايا وشهوات غبية ومضرة، تحرمهم من التلذذ بالخير والتمتع بحياة الشكر والامتنان لله. وذلك لأن المال هو أصل لكل الشرور. وببساطة لا يقدرون محبو المال ان يتلذذوا بالخير لأنهم اتخذوا المال الذي هو اصل لكل الشرور سيداً لهم، فسَيَحْرُفْ مسارَهُمْ عن مشيئة الله
وللأسف محبو المال يطعنوا أنفسهم بأيديهم بأوجاع كثيرة
أما رجل الله لنرى ماذا يقول له الروح القدس : تيموثاوس الأولى 6 : 11و12 11 وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ. 12 جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ