الكنيسة المحلية

الرب يسوع هو من يبني كنيسته فهو مؤسسها متى 16 : 18  وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. هذا ما قاله الرب يسوع لبطرس بأنه على هذه الصخرة أي على ما أعلنه الله الآب لبطرس بخصوص الرب يسوع المسيح متى 16 : 17و18 16  فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!». 17  فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ

تأسست كنيسة المسيح في يوم الخمسين عندما حل الروح القدس على المؤمنين الذين كانوا ينتظرون أن يتحقق الوعد وينالوا الروح القدس لوقا 24 : 49  وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي. الكنيسة المحلية نشأت ببساطة إذ لم يكن آنذاك أي تنظيم، ولكن كان هناك عامل المحبة الذي كان يجمع المؤمنين أعمال الرسل 2 : 42 وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. حيث كانوا مواظبين على تعليم الرسل فكان هناك التزام عقائدي يجمعهم بفكر واحد. وكانت هناك شركة بعضهم البعض. وكانوا بنفس واحدة يصلون أعمال الرسل 2 : 46 وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ، كان هذا التعاون والتناغم بين المؤمنين كافيا لتنشأ الكنيسة المحلية

ومن ثم بدأت الكنيسة المحلية تُنَظَمْ تدريجيا من قبل المؤمنون الذين تَحَملوا مسؤولياتهم، فكانوا النواة لكنيسة المسيح التي ستعكس صورته لمن حولهم من أجل خلاص النفوس

الرسول بطرس قال في 1بطرس 2 : 5 كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ­كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ­ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ

المؤمنون هم مختارون من الله. فهذا الحجر المرفوض الميت هو الإنسان البعيد عن الله الغير مولود ثانية، وبقبوله رب المجد يسوع المسيح يتحول الى حجر حي مقبول يستخدمه الرب لبناء كنيسته وإخوانه القديسين، وأخواته القديسات في الكنيسة

في البدء وبحسب الكتاب المقدس كانت هناك كنيسة محلية واحدة وهي كنيسة أورشليم، وكانت الإجتماعات تُعقَدْ في بيوت مختلفة، وكانت الكنيسة تنمو إذ كان الرب يضم اليها كل يوم الذين يخلصون أعمال الرسل 2 : 47 مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ

وكانوا قادة الكنيسة هم الرسل. وأفراد الكنيسة هم أشخاص مختارون من الله لتتميم مقاصد الله فالمُخَلَصين كانوا يبشرون بالكلمة، ونتيجة تبشيرهم بالكلمة كانت النفوس تَخلُصْ. وفي كل مكان كانوا يبشرون فيه لابد من أن الذين كانوا يقبلون البشارة ان يستمروا وينهجوا بمنهج البشارة والقداسة والعبادة الجماعية المستمرة كما كانوا يفعلون المؤمنون في أورشليم.  فالكنيسة المحلية هم جماعة المؤمنين الموجودين في منطقة جغرافية معينة

بعد وصول البشارة الى السامرة ( أعمال الرسل 8 ) والأمم تأسست كنائس أخرى في المناطق التي تم فيها قبول كلمة الرب. سفر أعمال الرسل لا يكتب لنا عن تفاصيل تشرح طريقة تأسيس الكنيسة ولكن الرسول بولس كتب إلى تيطس توجيهات من اجل ان يقيم في كل مدينة شيوخا تيطس 1 : 5 مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ.  مهمة الشيخ هي قيادة المؤمنين أعمال الرسل 14 : 23 وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوسًا فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ، ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ