أمثال 18 : 8 كَلاَمُ النَّمَّامِ مِثْلُ لُقَمٍ حُلْوَةٍ وَهُوَ يَنْزِلُ إِلَى مَخَادِعِ الْبَطْنِ

قداسة الكلام والسمع، والهروب من النميمة

النمام هو من يستخدم لسانه إما لتفريق الأصدقاء، أو الكذب والإفتراء والتكلم على الآخرين في غيابهم بقصد إشعال الخصومات والنزاعات وتشويه سمعة الآخرين
أخي وأختي في المسيح إحذروا النميمة ولا تشتركوا في هذه الخطية. فالنميمة هي من أعمال الظلمة أفسس 5 : 11 وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. والكتاب المقدس يوصينا بأن لا نشترك في أعمال الظلمة بل بالحري ان نوبخها. أي أن لا نتكلم عن الآخرين في غيابهم! ولا نفسح المجال للآخرين بالتكلم عن شخص ما في غيابه! بل نحاول إسكات النمام أمثال 25 : 23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. عليك أن لا تُبدي إرتياح عندما تسمع عن الآخرين، فالوجه المعبس يطرد لسانا ثالباً أي كلام النمام
وغالباً مايكون النمام لَبِقاً في الكلام! ويستخدم مصطلحات من شأنها ان تجعلك تتعاطف معه وكأنه هو الضحية! وأحياناً الإحترافية في النميمة تجعلك تبكي على وضع النمام وعلى السيناريو الفظيع الذي قدمه لك. فكلامه مثل لقم حلوة
هناك فرق ما بين من يذكر الآخرين في غيابهم بقصد النميمة وبين من يذكر الذئاب الخاطفة امام الكنيسة بقصد حفظ الكنيسة من الذئاب الخاطفة أو من الذين زاغوا عن الإيمان. هذا لا يعني أنه علينا ان نسكت عندما يتعلق الأمر بالمعلمين الكذبة أو الضالين او الذئاب الخاطفة، في هذه الحالة ممكن ان تذكر أسماء الذين انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان 1تيموثاوس 1 : 19و20 19 وَلَكَ إِيمَانٌ وَضَمِيرٌ صَالِحٌ، الَّذِي إِذْ رَفَضَهُ قَوْمٌ، انْكَسَرَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ أَيْضًا، 20 الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَالإِسْكَنْدَرُ، اللَّذَانِ أَسْلَمْتُهُمَا لِلشَّيْطَانِ لِكَيْ يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا. فالرسول بولس ذكر أسماء من زاغوا عن الإيمان. علينا التمييز ما بين كلام النميمة وما بين التحذير من خطر محاولات إفساد الكنيسة

بعض الملاحظات التي ممكن أن تساعدك في تمييز كلام النمام
كُل من يجعل نفسه الضحية ويأتي إليك ويتكلم معك محاولاً ان يشرح لك انه المظلوم! إحذر منه. فالمؤمن الحقيقي يفرح عندما يتألم ويُظلَم، يصلي من أجل ظالميه ولا يتذمر، بل يسلم لم يقضي بالعدل
كُل من يتكلم معك عن الآخرين وفي نهاية الحديث يقول لك هذا الكلام: ( خلي الحكي بيناتنا، ما تخبر حدا ) إحذر من هذه الجملة، وأهرب منه إن لم يتغير. فالنمام يتكلم في غياب الآخرين، ويهرب عندما تطلب منه مواجهة من تكلم عنهُم، هذه صفة من صفات النمام عندما تطلب منه أن يجتمع مع الطرف الذي تكلم عنه يهرب من هذا اللقاء
كل من يأتي إليك منفرداً وليس معه شهود عما يقول، إحذر من مخططاته الشريرة، فهو فخ لك للوقوع في خطية النميمة والحكم على الآخرين بمجرد سماعك من طرف واحد لا من الطرفين
عليك أيها المؤمن إيقاف كل من يتكلم عن الآخرين بغيابهم وبقصد تشويه سمعتهم، والإفتراء عليهم. لا تخجل منهم، إخجل من الله. إفحص الأمر! ما قصد الكلام؟ كل من يتكلم عن الآخرين ليُقَلل من شأنهم، فهذا يعني أنه يزيد من شأن نفسه ( الأنا ) إحذر منه. فالمؤمن الحقيقي لا يحب سماع الأكاذيب أمثال 13 : 5 الصِّدِّيقُ يُبْغِضُ كَلاَمَ كَذِبٍ، وَالشِّرِّيرُ يُخْزِي وَيُخْجِلُ
ممكن أغلبنا قد تعرض لهكذا مواقف. سمعنا من طرف واحد وتعاطفنا معه على حساب الآخر، أو تكلمنا عن الآخرين في غيابهم! لكن الرب إلهنا يعلمنا يوماً بعد يوم مشيئته، فنحن لسنا كاملين بل نسعى إلى الكمال. والوقت متاح ومناسب لنتوب إن كنا سالكين سلوكاً منافياً لمشيئة الله. فنحن تحت المسؤولية بعد أن نعلم مشيئة الرب ولكننا نبقى على ما نحن عليه
إحذر مهما حاولت الهروب من الناس ماذا عن هروبك من الله؟ هل تستطيع الهروب منه
نصيحتي لك إهرب إليه الأن وأرتمي في أحضانه تائباً فهو كلي الرحمة والحنان، إهرب إليه فهو بإنتظارك ليرحمك ويعطيك الأمان. واستخدم لسانك لا لإهانة الأخرين والتقليل من شأنهم وفضحهم بل لتمجيد من فداك على خشبة الصليب ربنا يسوع المسيح المُقام من الأموات. يعقوب 3 : 10 – 12 10 مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا! 11 أَلَعَلَّ يَنْبُوعًا يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ 12 هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُونًا، أَوْ كَرْمَةٌ تِينًا؟ وَلاَ كَذلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحًا وَعَذْبًا

 

 

رومية 12 : 1و2

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. 2  وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ

المؤمن على مذبح التكريس

بناءً على كل ما تكلم به الرسول بولس في الإصحاحات السابقة من رسالة رومية. بما فيه البر الذي بالإيمان بربنا يسوع المسيح. ذاك التبرير المجاني رومية 3 : 24 مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ يُناشد الرسول بولس المؤمنين طالباً منهم أن يُقدموا أجسادهم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله. وهذا ما يتوقعه الله مِن مَن خلصهم بنعمته الغنية. أن نقدم أنفسنا ذبيحة لِمن قدم نفسه ذبيحة ليُكفِرعن خطايانا. أن نقدم أنفسنا ذبيحة فهذا يعني أن نكون مُكرَسين بالكلية للرب إلهنا، فإن كنا قد قبلنا الرب يسوع مخلصاً على حياتنا، فهذا يعني أننا لسنا مُلك أنفسنا بل مُلك من فدانا وأشترانا كورنثوس الأولى 6 : 19و20 19 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ 20 لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ. فنحن بعد أن أمنا بالرب يسوع لسنا لأنفسنا، ومسؤوليتنا هي أن نُمجد الله في أجسادنا وفي أرواحنا التي هي لله، أي في كل نواحي حياتنا. وهذا يقودنا للإجتهاد على تغيير نفوسنا وشكلنا لنحيا بحسب الإنسان الجديد، وهذا يعني أن لا نتماشى مع نظام هذا العالم الفاني، أو هذا الدهر. فنعمة الله المُخلِصة تُعلمنا ان نُنكر الشهوات العالمية ونعيش بالتقوى في العالم الحاضر تيطس 2 : 11و12 11 لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، 12 مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، ولكي نتغير عن شكلنا وحالتنا القديمة ونحيا بحسب الإنسان الجديد يتطلب الأمر تجديد أذهاننا، وهذا يعني مواظبتنا على قراءة الكلمة ودراسة كلمة الرب لنعرف مشيئته فنحيا بموجبها. فكلمة الرب هي الأداة لتجديد أذهاننا. أذهاننا قبل الإيمان كانت تتوافق مع نظام العالم الفاسد بمغرياته وبأطايبه. لذلك بعد التجديد، أي بعد الولادة الثانية علينا ان نشتهي اللبن العقلي العديم الغش لكي ننمو به كما قال الرسول بطرس. واللبن العقلي العديم الغش هو كلمة الله بطرس الأولى 2 : 2  وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، وهكذا كما أن دم الرب يسوع المسيح غسلنا من خطايانا، كلمة الله تغسل أذهاننا من مبادئ هذا العالم الشرير، فيتجدد الذهن بكلمة الله، ونحيا مختبرين وعارفين ما هي مشيئة الله وما هي إرادته الصالحة المرضية الكاملة

عزيزي القارىْ، الرب يُناشدنا بتقديم ذواتنا على مذبح التكريس لنعيش بجوهرنا ومظهرنا للرب، فمسؤوليتك في هذا العالم أن يروا الناس المسيح من خلالك، وهذا يتطلب أن تُقدم نفسك ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله فتختفي ويظهر الرب من خلالك

مقياس القداسة في حياة المؤمن هو شخص الله

بطرس الأولى 1 : 14 – 16

  كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ، لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، 15  بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. 16 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ

ما نقرأه الأن هو غاية في الوضوح. المؤمن عليه ان يتصف بالطاعة، أي أن يكون مطيعاً لوصايا الرب. وتتحدث هذه الآيات عن القداسة العملية التي على كل مؤمن ومؤمنة أن يعيشوها مُمَجدين الله الذي قدسهم امتيازاً عندما رَجِعوا إليهِ قابلين الرب يسوع المسيح مُخَلِصاً وسيداً على حياتهم

ومقياس القداسة هنا هو شخص الله له كل المجد والإكرام. إذ يقول نظير وكلمة نظير تعني أي مثيله أو مساوٍ له. نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة. كلام واضح جداً، قداسة المؤمن تدل على أنه مدعو حقاً من الله، فنظير الله القدوس علينا أن نسعى لنكون قديسين، وهنا تسقط كل فرص التبرير التي يختبأ وراءها مقاومي هذا الأمر، ومبغضي التعليم والقداسة. على المؤمن أن يكون قديس في كل سيرة أي في كل امر يقوم به بدون إستثناء كلامه، سلوكياته، لباسه، مايشاهده، مايقرأه، مايسمعه، ما يفكر به، مخططاته، عمله، توجهاته، دوافعه ونواياه والخ … فإن كانت دعوتنا من الله فلنحيا بحسب هذه الدعوة. فهذا ما تكلم به بطرس الرسول في بطرس الثانية 1 : 10  لِذلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا

عزيزي القارىء علينا أن لا نُبَرر أي خطية او ضعف او شهوة، ولا نلتفت إلى أي تعليم لا يوافق تعليم ربنا يسوع المسيح. ولنمتحِن الأرواح هل هي من الله؟ فهناك الكثير من النفوس الذين يتكلمون بتعاليم وبطرق وفلسفات تبدو روحية ولكنها مبطنة بسموم من شأنها ان تدخل العالم وشهواته الى حياة المؤمن مُجدداً. وعلينا أن لا نأخذ من أُناس يحسبون الإيمان هواية او تسلية أو ملء فراغ ما أمثلة لنا. بل علينا أن نتمسك بتعاليم الكتاب المقدس، ونتمثل بالرب يسوع وبالمتمثلين به كورنثوس الأولى 11 : 1 كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ. ونعيش لمجد الله الذي أحبنا إلى المنتهى. فهو يستحق أن نُمجد اسمه. فإن كان الرب يسوع قد ملك على قلبك من الداخل، فسيراه الناس جلياً من خلالك من الخارج. فإن كان بالحق المسيح في جوهرك فسينعكس حضوره على مظهرك أيضاً