سِر مع الله، وأهرب من الذات

أخوتي في المسيح لكم النعمة والمحبة والسلام باسم ربنا يسوع.
ماذا عن كلمة الله ومكانتها في حياتك؟ هل كلمة الله هي التي تقودك أم انت من تريد ان تصيغها بحسب طُرقك؟ نقرأ عن اخنوخ في سفر التكوين 5 : 24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ. سار اخنوخ مع الله وليس العكس. فعلينا نحن كمؤمنين ان نسير مع الله، وهذا يعني أن نخضع لكلمة الله ونحياها. أي أن تكون كلمته هي من تقودنا في كل أمورنا. أي أن تكون الكلمة مقياس حياتنا. الكثيرين يسيرون كما يريدون أو كما يرغبون! وممكن أن يٌضيفوا على التعليم أو يحذفوا كُلما تَطَلبَ الأمر كما يشاؤون. أما مُعلمنا الصالح والكامل ربنا يسوع المسيح جاء بالناسوت ليُتمم مقاصد الله، وفيما هو الكَلِمة نرى تواضعه الواضح يوحنا 7 : 16 – 18 16 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. 17 إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ اللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي. 18 مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ، وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ.
الكثيرون يضعون إختباراتهم الشخصية فوق كلمة الله! يعلمنا الرسول بطرس كيف ان كلمة الله هي الأساس وليس الإختبار! كمؤمنين علينا أن لانضع اختباراتنا فوق كلمة الله. 2 بطرس 1 : 17 – 21 17 لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». 18 وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ. 19 وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ،
20 عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. 21 لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
أخي المؤمن لا تساوم على كلمة الله مهما كان الثمن، قد أؤتمنا من الله على كل ما اعطانا إياه فكُن أميناً حتى الموت ولا تتبع الرياح المُضلة. أثبت في الرب يسوع ليستخدمك. وتَمَثَلْ به وبتواضعه وأهرب من الذات وإلقاء الأضواء على الذات، خذ الرب يسوع مثالك الأعلى، وأقتدي برجال الله الأمناء الذين تمثلوا بالرب يسوع. فقد تناهى الليل ومال النهار، الرب على الأبواب كن جاهز.
أفسس 6 : 24
النِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. آمِينَ.

ما بين المواهب في زمننا الحالي! وثمر الروح القدس.  يظهر الحق جلياً

إنتشرت وبكثرة في أيامنا الحالية بعض الحركات التي تنتهج منهج العيان وتُركز على الأمور الإستعراضية المنظورة بقصد جذب النفوس، وتسعى لطلب المواهب التي تُظهر الذات ولا تهتم بثمر الروح القدس. فأكثرهم يطلبون المواهب ثم المواهب ويا ليتها المواهب التي تبني جسد المسيح! إنها المواهب التي تبني مملكة الذات، المملكة الفانية الأرضية.  هذه الجماعات تعتمد على الإنقياد بالمشاعر أكثر من الإستناد على الحق الكتابي. وتُفَضل الإختبارات الشخصية على كَلِمة الرب. فعندما تُكلم أحدهم عن حق كتابي، فعوض أن يتواضع ليُصَحِح مساره، يبقى مُتمرداً قائلاَ: ولكني قد أختبرت هذا الأمر،  وقد حصل معي هذا وإلخ … إليكم التالي فلنتابع

غلا 5 : 22و23 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ 23  وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ

لتتعرف على مؤمن حقيقي عليك ان تُلاحظ ثمر الروح القدس، لا الإستعراضات التي ترفع الذات. يقول قائلٌ ولكنني أرى محبة هناك، بين هؤلاء الجماعات. نعم المحبة موجودة وانا أؤكد لك هذا. والمحبة موجودة حتى في جماعات كشهود يهوه. والمحبة موجودة حتى بين الإرهابيين، إذ يحبون بعضهم البعض. ولكن هل جربت أن تُعلن الحق الكتابي خِلافاً لتعاليمهم المنحرفة عن مشيئة الرب؟ هناك ستكتشف أن هذه المحبة هي محبة أرضية بإمتياز

قال الرب يسوع

لوقا 6 : 32

وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ

لم يقل لنا الرب يسوع المسيح عندما نبهنا من المعلمين الكذبة: من مواهبهم تعرفونهم! بل قال من ثمارهم تعرفونهم

متى 7 : 16  مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟

وإليكم الحسم الأن في موضوع الإنتفاخ بالمواهب. هذا ما علمنا اياه الرب

متى 7 : 21 – 23
21  «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22  كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23  فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ
الآية ( 21 ) ليس كل من يقول يارب سيدخل الملكوت
الآية ( 22 ) ولكنهم سيقولون أليس باسمك ( أي باسم يسوع ) تنبأنا ( موهبة التنبؤ ) الأمر هنا متعلق بالمواهب. وبإسمك ( أي باسم يسوع ) أخرجنا شياطين ( موهبة أيضاً ) الأمر له علاقة بطرد الشياطين وهذا ما نراه كثيرا في ايامنا الحالية! وبإسمك ( أي باسم يسوع ) صنعنا قوات كثيرة ( معجزات و أمور مُذهلة تثير وتتلاعب بمشاعر الانسان ). ركزوا على ما قاله الرب لهم في الآية ( 23 ) فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ
على كل من يُخَدر ضميره بالظن بأن البعض يستخدمون اسم يسوع ويقومون بأمور تذهلهم، أن يَصحوا ويجتهدوا ملاحظين ثمر الروح لا الحركات التي تضل الناس وتركز على تعظيم الذات وعدم إجلال كلمة الله
عزيزي القارىء إليك التالي

عليك أن تحترز مِن كل مَن ينادي بموهبته مُروِجاً لها بطريقة أو بأخرى، ويعرضها على الآخرين، ويُسَمِع الآخرين بأن الله أعطاه موهبة. فالمؤمن الحقيقي لا يُرَوج لنفسه بل يستخدم الموهبة لتمجيد الرب إلههُ، وبناء أخوته القديسين في الكنيسة. إبليس يعطي مواهب زائفة لأتباعه الذين يريدون ان يرتفعوا كما إرتفع هو فسقط

أما أنت عزيزي القارىء فالرب يسوع يريد لك الأفضل ويريدك أن تسعى سفيراً عنه، وهذا أعظم إمتياز ان تمثله في زمن غربتك على هذه الأرض، وتظهر محبته لكثيرين منادياً بإنجيل الخلاص، ليقبل الخطاة المسيح ويتصالحوا بعمل فدائه مع الله فينالوا الحياة الأبدية، هذا مايريدنا الله أن نقوم به، أن يمتد ملكوته لا أن تتوسع مملكتنا الذاتية

كورنثوس الثانية 5 : 20 إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ

 

 

بهجة المؤمنين ليست مادية، بهجَتهُم وبساطة قلوبهم تَعكُس حقيقة إيمانهم

أعمال الرسل 2 : 46
وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ
شركة الطعام بين المؤمنين، ليست قيمتها مادة الطعام المقدمة، بل نجد القيمة الحقيقية بروح الرب الذي يجمعنا بالابتهاج وبساطة القلب. فروح الرب الذي ختمنا وضمنا الى جسد المسيح، علمنا أن نُحِب أخوتنا الذين فداهم وبدمه الكريم إشتراهم. يوحنا الأولى 5 : 1 كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. وروح الرب يشجعنا لتكون كل امورنا بإبتهاج وبساطة قلب. لا بالبُطر والتعظم والتركيز على المواد اكثر من التركيز على روح البنوة الذي جعلنا أخوةً في المسيح، ولنا آب واحد في السماوات. هذا ما فعله الروح القدس في المؤمنين الأولين. فلم يذكر لنا الوحي عناصر الطعام الذي كانوا يتناولوه، ولكن ذكر لنا البهجة التي كانت في قلوبهم والبسمة المتسمة على وجوههم نتيجة ذاك الإبتهاج. لم يذكر لنا الوحي بأنه كان هناك مُلاحظات ومُتطَلَبات وإنتقادات، بل ذكر لنا إبتهاج المؤمنين وبساطة قلوبهم. فالروح القدس يملأ قلوب المؤمنين فرحاً في الروح القدس رومية 14 : 17  لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ

عزيزي القارىء، كم هو أمرٌ مبارك ان نحيا حياة الإبتهاج وبساطة القلب ولا يكن تركيزنا على ماذا سنأكل! او ماذا سنشرب! بل يكون تركيزنا على تلك البركة العظيمة ان نجتمع بعضنا مع بعض، ويكون لنا شركة مع أخوتنا المؤمنين، ونتعزى بتلك الشركة بابتهاجٍ وبساطة قلبٍ شاكرين الله الآب ، بربنا يسوع المسيح

فنقول كما قال المرنم 

مزمور 133 : 1 

 هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا